مرافعة لاشو في قضية
ترويمان قاتل ابيه
من دفاع لاشوا (1)في قضية ترويمان القاتل :" لقد سألني ترويمان ان ادافع عنه : فإذا بي أمام واجب لابد من آدائه. وربما أدهش موقفي هذا بعض الذين يجهلون وظيفة المحامي
ان الذين قالوا: ان من الجرائم ما يفوق هو لها كل وصف ، ومن الجرمين من بلغوا غاية القسوة والفضاضة ، فمن العبث ان تسعى الى تخفيض عقابهم ، أقول ان هؤلاء ليسوا على حق ، وهم في غضبهم المحمود يخلطون بين العدل و حب الانتقام ، هؤلاء يتبعون
عاطفة النفس الكريمة مشفقين على الضحايا ، ولكن إشفاقهم يجرهم من حيث لا يدرون الى ارتكاب ذنب اجتماعي هو أشد الذنوب خطرا لان فيه تضحية للقانون .
أما أنا فأفهم واجبات الدفاع على خلاف ذلك ، لان المشرع أراد ان يكون الى جانب المتهم أيا كان صوت شريف صادق يرتفع ليوقف إذا أمكن تأثيرات الجمهور، تلك التأثيرات الصادرة عن طيب نفس ، ولكنها قد تكون وخيمة المغبة ، لانها تستطيع ان تطمس الحقيقة.
أي جريمة في العالم تضاهي هذه الجريمة وتفتقر مثلها الى الدفاع ؟
لقد اهتزت البلاد من اقصاها لهذه الجناية الفضيعة ، وتعالت الاصوات من كل الصدور طالبة الانتقام ، وإنزال العقاب الصارم بالجاني ، من هو ترويمان ؟ هذا ما لم أبرح أسأل عنه دون أن أجد جوابا شافيا ، إنسان أم وحش كاسر؟
وعاقل أم مجنون ؟
تلك هذه العقيدة التي لا تحل .
ان ما يشعر به النائب العمومي من جراء هذه القضية أشعر به أنا ايضا ، ومن هو الرجل الذي لا ينتفض جزعا و غضبا لمرأى هذه الضحايا او لتذكرها ؟ لقد قال لنا الرئيس بالامس إنه بينما الرعدة تتمشى في مفاصل القوم كان الرجل وحده هادئا لا أثر للجنون عليه. لماذا؟ من أي طينة جبل هذا الانسان ؟ من يكون ؟فلنبحث.
لم يكن لترويمان طفولة ولا شباب كسائر الناس ،وإنكم لتذكرون حالة عقله وتقيده بفكرة لا يحول عنها ، وفي الحديث الذي أسره لاحد رفقائه معان كثيرة.
لقد إستولت عليه وهو في السابعة عشر أفكار غريبة لا تتزعزع ، والسبب أنه قرأ كتابا أهاج اعصابه ، هذا الكتاب هو اليهودي التائه ، يقص عليه ثروة تبلغ مائتي مليون ، رودين يقتل من اجلها أسرة عن إخرها ، ستة من الابرياء يموتون موتا فضيعا. كان هذا الكتاب رفيقه الدائم وسميره ليل نهار ، فتركت قرائته أثرا كبيرا في دماغه ، حتى إعتل بدنه ، ودبت اليه عقارب المرض ، وأصبحت افكاره فكرة القتل ، قتل ستة من الناس حلما لا يتخلى عنه في قعوده وقيامه ويقضته ومنامه .
سلوا أهل العلم يجيبوكم أن مثل هذا الرجل غير صحيح ولا سليم ، افحصوه وادرسوه ، حولوا نظركم قليلا عن الضحايا إليه ، وافهموا ما انطوى عليه ، انظروا الى تركيب جسمه الغريب ، الى ذراعه ويديه ، فقد قال لي بالامس أحدهم : تامل ان في صورة هذا
الرجل شيئا من الضروري . أجل إذا كانت قضيتنا قضية وحش لا مسؤولية عليه ، فقصاصه الربط والتكميم القتل( حركة وضجة في الجمهور) ان ضميري يتكلم ، وعندما اتشرف بأداء الواجب فإني أشفق على الذين لا يفهمون ما يجب عليهم من الاحترام لوظيفتي .
(1) شارل لاشوا : محامي فرنسي كبير
من كتاب الابداع في المرافعات العملية في الجنح والجنايات ، الاستاذ على لبن
، منشاة المعارف ، مصر
7
السبت ديسمبر 27, 2014 5:08 pm من طرف abumohamed
» شركة التوصية بالاسهم -_-
الجمعة فبراير 21, 2014 5:39 pm من طرف Admin
» مكتبة دروس
الإثنين يناير 13, 2014 9:40 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب مصادر الإلتزام لـ علي علي سليمان !
الخميس ديسمبر 19, 2013 8:52 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب الوسيط في شرح القانون المدني لعبد الرزاق السنهوري
السبت نوفمبر 30, 2013 3:58 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب القانون التجاري للدكتورة نادية فضيل
السبت نوفمبر 30, 2013 3:51 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب القانون التجاري الجزائري للأستاذ عبد القادر البقيرات
السبت نوفمبر 30, 2013 3:46 pm من طرف Admin
» بحث حول المقاولة التجارية
السبت نوفمبر 23, 2013 8:46 pm من طرف happy girl
» كتاب الدكتور سعيد بوشعير مدخل الى العلوم القانونية ادخل وحمله
الأربعاء نوفمبر 06, 2013 10:49 am من طرف As Pique
» الدفاتر التجارية:
الجمعة أكتوبر 04, 2013 7:37 pm من طرف salouma