قانون
التجارة الدولية
دكتور
عصام حنفي محمود
أستاذ ورئيس قسم القانون التجاري
كلية الحقوق – جامعة بنھا
والمحامي بالنقض والإدارية العليا
مقدمة :
تقوم الدول بتبادل السلع والخدمات فيما بينها كما يتم هذا التبادل
بين شعوب مختلفة أو أفراد تنتمي إلى جنسيات متعددة، حيث تطورت
التجارة الدولية وزادت أهميتها منذ زمن طويل.
هذا التبادل التجاري المتعلق بالتجارة الدولية أدى إلى اهتمام
المجتمع الدولي لوضع قواعد قانونية موحدة تسري على هذه العلاقات
ذات الطابع التجاري الدولي، نظراً لاختلاف وتباين التشريعات الداخلية
للدول، الأمر الذي يؤدي إلى عدم استقرار التعامل التجاري الدولي لعدم
معرفة القائمين بهذه التجارة من مضمون التشريعات الوطنية للدول
المختلفة وكذلك لرغبة كل طرف في إخضاع العلاقة القانونية للقانون
الذي يعرفه ، وقد لا يتناسب هذا القانون وطبيعة عقود تجارتهم الدولية.
لذلك قام المجتمع الدولي بوضع قواعد القانون الدولي الخاص لكي
تكون موحدة لبيان القانون الواجب التطبيع على العلاقات القانونية ذات
العنصر الأجنبي سواء من ناحية الأطراف أو محل العقد أو إبرامه أو
تنفيذه وذلك من خلال الرجوع إلى قواعد إسناد موحدة، فيكون المتعاملون
بالتجارة الدولية على دراية مسبقة بالقانون الذي تخضع له هذه العلاقة
التجارية الدولية عند وجود نزاع بشأنها.
ولم يتم الاكتفاء بذلك بل حاول المجتمع الدولي أن يضع قواعد
موضوعية موحدة تسري على العلاقات التجارية الدولية تحل محل
القوانين الوطنية، حيث يكون لهذه القوانين الوطنية مجالها في معاملات
التجارة الداخلية ولهذه القواعد الموحدة مجالها في معاملات التجارة
الدولية.
من أمثلة هذه القواعد الموضوعية الدولية الموحدة ما تم وضعه في
الاعتماد المستندي وعقود الإنشاءات الهندسية وخطابات الضمان وعقد بيع
البضائع الدولي والبيوع البحرية وعقد النقل البحري وعقد النقل الجوي
والأوراق التجارية وقواعد التحكيم وغيرها. وقد اهتمت بتوحيد أحكام
التجارة الدولية سواء بتوحيد قواعد القانون الدولي الخاص أو وضع قواعد
موضوعية موحدة لتنظيم علاقات تجارية دولية معينة عدة هيئات
وتنظيمات دولية منها غرفة التجارة الدولية بباريس والتي أنشئت عام
1919 ولجنة الأمم المتحدة لقانون التجارة الدولي (اليونسترال) وهي
اللجنة الدائمة التي أنشئت في ديسمبر 1966 ؛ ومعهد روما لتوحيد القانون
الخاص.
المقصود بقانون التجارة الدولية :
يقصد بقانون التجارة الدولية مجموعة القواعد القانونية التي تسري
على العلاقات التجارية المتصلة بالقانون الخاص والتي تجري بين دولتين
أو أكثر وقد تم وضع هذا التعريف الأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة من
خلال التقرير الذي أعدته بمناسبة إنشاء لجنة الأمم المتحدة لتوحيد قانون
التجارة الدولية (اليونسترال).
يتضح من هذا التعريف أن قانون التجارة الدولية يسري على
العلاقات التجارية المتصلة بالقانون الخاص، إذ يضع قواعد موضوعية
تخص العلاقات التي تتم بين الأشخاص (معنوية أو طبيعية) التي تنتمي
لدول مختلفة في علاقاتهم الخاضعة للقانون الخاص وليس القانون العام.
فهذا القانون يسري إذا كان الاتفاق في مجال القانون الخاص
لأطراف تنتمي إلى دولتين مختلفتين، أو إذا كان مكان الاتفاق أو مكان
تنفيذه كله أو جزء هام منه واقعاً خارج الدولة التي ينتمي إليها الأطراف
أو أن موضوع الاتفاق يرتبط ارتباط وثيق بهذا المكان.
هذا القانون هو عبارة عن القواعد والمبادئ العامة السائدة في
المجتمع الدولي للتجار والتي تتحدد بصفة مستمرة من خلال الهيئات
والمنظمات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي تهتم بتنظيم وحكم
العلاقات القانونية الخاضعة للقانون الخاص بين أشخاص تنتمي لدول
مختلفة سواء كان هذا الانتماء راجعاً للجنسية أو الموطن أو الإقامة.
هذا القانون وإن كان متعدد التكوين لاشتماله على قواعد قانونية
ومبادئ عامة وأعراف وعادات دولية إلا أنه غير متكامل حتى الآن ويبدو
أنه لن يتكامل لسببين : أولا أنه يتضمن بعض جوانب العلاقات القانونية
التجارية الدولية، فهو لم يضع تنظيماً شاملاً لهذه العلاقات، ثانياً أن هذه
العلاقات القانونية ذات الطابع التجاري الدولي متجددة دائماً ومتغيرة بتغير
المجتمع الدولي.
لذلك سوف نتناول في هذه الدراسة بعض الجوانب الذي يتناولها
هذا القانون
خطة الدراسة :
سوف نقسم هذه الدراسة إلى أربعة فصول، نتناول في الفصل
الأول عقد النقل البحري، وفي الفصل الثاني عقد النقل الجوي، وفي
الفصل الثالث الاعتماد المستندي، وفي الفصل الرابع خطابات الضمان
المستقلة.
الفصل الأول
عقد النقل البحري للبضائع
تمهيد :
عقد النقل البحري من العقود ذات الطابع الدولي نظراً لارتباطه بالملاحة
البحرية التي تقوم بها السفن، مما حدى بالمجتمع الدولي لوضع بعض
القواعد القانونية المرتبطة بهذا العقد.
لذلك استعان المشرع المصري في قانون التجارة البحري رقم 8 لسنة
1990 بالأحكام التي وضعتها اتفاقية بروكسيل عام 1924 الخاصة
بسندات الشحن والتي تم تعديلها بالبروتوكول الموقع في 23 فبراير
1968 والذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 1977 ، وتم تعديلها أيضاً :
البروتوكول الموقع في ديسمبر 1979 والذي دخل حيز التنفيذ في فبراير
1984 ، كما استعان أيضاً باتفاقية هامبورج 1978 وإن خالفها في بعض
الأحكام كما سنرى وهذه الاتفاقية معروفة باتفاقية الأمم المتحدة لنقل
البضائع بحراً والتي أعدتها لجنة قانون التجارة الدولية التابعة لهيئة الأمم
المتحدة (اليونسترال).
والجدير بالذكر أن مصر انضمت إلى العديد من الاتفاقيات الدولية المتعلقة
بالنقل البحري، وتسري أحكام هذه الاتفاقيات عند توافر مجال تطبيقها،
ولا شك في أولوية سريان نصوص المعاهدات والاتفاقيات الدولية إذا وقع
تعارض بينها وبين النصوص الوطنية وذلك وفقاً لقواعد القانون الدولي
العام.
تقسيم : وسوف نقسم هذا الفصل إلى عدة مباحث كما يلي :
المبحث الأول : الأحكام المميزة لعقد نقل البضائع.
المبحث الثاني : التزامات الشاحن.
المبحث الثالث : التزامات الناقل.
المبحث الرابع: مسئولية الناقل البحري.
المبحث الخامس : دعوى المسئولية
السبت ديسمبر 27, 2014 5:08 pm من طرف abumohamed
» شركة التوصية بالاسهم -_-
الجمعة فبراير 21, 2014 5:39 pm من طرف Admin
» مكتبة دروس
الإثنين يناير 13, 2014 9:40 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب مصادر الإلتزام لـ علي علي سليمان !
الخميس ديسمبر 19, 2013 8:52 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب الوسيط في شرح القانون المدني لعبد الرزاق السنهوري
السبت نوفمبر 30, 2013 3:58 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب القانون التجاري للدكتورة نادية فضيل
السبت نوفمبر 30, 2013 3:51 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب القانون التجاري الجزائري للأستاذ عبد القادر البقيرات
السبت نوفمبر 30, 2013 3:46 pm من طرف Admin
» بحث حول المقاولة التجارية
السبت نوفمبر 23, 2013 8:46 pm من طرف happy girl
» كتاب الدكتور سعيد بوشعير مدخل الى العلوم القانونية ادخل وحمله
الأربعاء نوفمبر 06, 2013 10:49 am من طرف As Pique
» الدفاتر التجارية:
الجمعة أكتوبر 04, 2013 7:37 pm من طرف salouma