مذكرة ماجستير
التخصص : قانون الأعمال
التحفيزات الجبائية لتشجيع الاستثمارات الوطنية المباشرة
في قانون الاستثمار
مقـدمـــة
عرفت نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، تحولات سياسية واقتصادية وتكنولوجية واجتماعية ، تمثلت في سقوط النظام الاشتراكي ، وفشل الاستثمارات المخطط لها من قبل الدولة ، وفشل النظام السياسي الواحد ، وظهور مصطلحات جديدة كاستقلالية المؤسسات ، تحرير الأسعار ، العولمة ، النظام الدولي الجديد … ، وتطورات علمية وحضارية هائلة في قطاعات متعددة شملت ، الاتصالات ، و الأسواق ، ووسائل الإنتاج ، البنوك ، والاستثمارات كحاجة للنهوض بالاقتصاد الوطني .
لقد اتفق جل الاقتصاديين أن المحرك الأساسي لعجلة التطور الاقتصادي هو الاستثمار ، الذي هو حتمية اقتصادية ، أملتها الظروف الداخلية والدولية ، المحيطة بها ، فلا وجود للاستثمار المباشر كأحد أشكال الاستثمار ، في دولة ما إذا ما أرادت أن تبحث عن التنمية الاقتصادية ، وأكثر من ذلك فإن هذه التنمية غير كافية ، حيث أصبحت الحكومات تتحدث عن التنمية المستدامة ، حيث تشمل كل القطاعات ، كالاستثمار البشري من التلميذ إلى الطالب ، إلى المبدع والمخترع والباحث … ، أو الاستثمار في إنجاز الطرقات والجسور والأنفاق لمصلحة المجتمع .
تشير تجارب النمو في الدول المتقدمة، وكذا تجارب التنمية الاقتصادية في الدول النامية إلى الحاجة الضرورية والملحة بقدر من الإصلاحات السياسية والقانونية والاقتصادية والمالية ، لمواجهة المشاكل من : التضخم ، البطالة ، والعجز في ميزان المدفوعات ، الفقر ، البيروقراطية … .
وقد سعت غالبية الدول النامية ، وحتى المتقدمة ، للبحث عن الآليات لتشجيع الاستثمار ، ونخص بالذكر الاستثمار المباشر ، وهذا من خلال إصدار قوانين داخلية متعلقة بالاستثمار في كل دولة ، والانضمام إلى الاتفاقيات الدولية والمؤسسات الدولية المتعلقة بالاستثمار ، كما قامت بتحرير التجارة الخارجية ، والإصلاح البنكي والضريبي ، وتشجيع الاستثمار الوطني العام والخاص ، الطبيعي والمعنوي .
كما أن اختلال التوازن بين الدول في مجال تحفيز الاستثمار المباشر يحدث نفور المستثمر ، الذي يلجئ إلى دولة أخرى رائدة في هذا المجال .
إن إصدار القوانين الداخلية لتحفيز الاستثمار يندرج ضمن السياسات الحكومية لتطوير اقتصاديات كل دولة ، حيث أن معظم النصوص وضعت التحفيز الجبائي في أولويات التحفيزات ، ونجد أن كل دولة أسست هيئة خاصة بالاستثمار للسهر والإشراف عليه ، فنجد مثلا سوريا يحكمها قانون رقم 10 الصادر في 1991 ، وتونس الدولة الرائدة في مجال الاستثمار في إفريقيا .
لذلك تعمل الدولة الجزائرية على جذب واستقطاب الاستثمار بصفة عامة ، والاستثمار المباشر بصفة خاصة ، منذ الشروع في الإصلاحات سنة 1989م ، وحاجتها إلى تخفيض النفقات العمومية وترشيدها وخلق مناصب الشغل وتلبية حاجيات الفرد والأسرة ، وجعل الفرد يؤدي وظائفه المماثلة للإنسان ومن جهة أخرى تسمح للمستثمر بتوظيف أمواله وكفاءاته وتحقيق أرباح وخلق ثروة .
كما أن النمو الديمغرافي لا بد أن يصاحبه نمو اقتصادي ، هذا التوازن لا يتحقق إلا إذا كان هناك استثمار مباشر ناجح وجذاب ويتسم بمناخ مستقر ، من خلال تحفيز وتسهيل الاستثمار .
للاستثمار المباشر أهمية بالغة بالنسبة للدول حيث يتزايد التنافس القائم بينهم في جلب المستثمرين وهذا بالإفراط في تقديم حوافز خاصة بالجباية، وأهمية بالنسبة للسلطات التي تدعم فعالية الأنظمة الجبائية والإدارية والمصرفية والقضائية ، وجعلها تتماشى مع متطلبات العولمة والمقاييس الدولية ورغبات المستثمر وتنعكس الأهمية على الأعوان الاقتصاديين الذين يتفاعلون مع محيط الاستثمار ذلك أن التحفيزات تسمح بدعم التنمية ، وتقلل من آفة البطالة ، وترفع الدخل الوطني وتحقق الاكتفاء الذاتي والزيادة في الصادرات خارج المحروقات وجلب العملة الصعبة ولا سيما السياحة .
وتكمن أهمية البحث في المساهمة في إثراء الدراسات القانونية في مجال الاستثمار لأنه ينعكس على التوجه الجديد للدولة والحديث الصريح على الخوصصة ، التنافس … ، ذلك أن الدراسات السابقة في هذا الموضوع قليلة حيث لم يهتم الباحثون به ما عدى القليل منهم ، نذكر منهم الدكتور قربوع عليوش كمال في كتابه قانون الاستثمارات في الجزائر ، لكن دراسته كانت في ظل المرسوم التشريعي 93 – 12 ، وفي إطار الوكالة الوطنية لدعم وترقية الاستثمار ، حيث أن دراسة الاستثمار من الناحية القانونية تعتمد على النصوص التشريعية والتنظيمية والاتفاقيات الدولية والإجراءات ، ومرد ذلك أن تخصص قانون الأعمال جديد في بلادنا لذلك نجد أن الدراسات الاقتصادية تطغى أكثر في سرد المضمون لأن أصوله اقتصادية ، وهنا تكمن صعوبة البحث .
ومن أهداف تحفيز الاستثمار المباشر :
- جذب واستقطاب عدد معتبر من المستثمرين وخصوصا المستثمر الأجنبي .
- تشجيع المنافسة المشروعة والشريفة وزرع الثقة والطمأنينة .
- فتح عروض للتشغيل وإشباع حاجيات المستهلكين وأصحاب الأموال .
- تمويل البنوك للمشاريع عن طريق تقديم القروض وتفاعلها مع السوق والقضاء على التسيير الإداري الممركز للبنك .
والهدف الرئيسي هو التطبيق العملي لاقتصاد السوق ومواكبة الدول في مجال تحفيز الاستثمار وإنشاء مناصب شغل والمحافظة عليها .
وهدفنا في هذا البحث تحقيق مجموعة من الأهداف أهمها :
- محاولة التعريف بالاستثمار المباشر ، وإظهار التحفيزات القانونية التي وردت فيها .
- محاولة التعريف بالوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ، التي أنشئت بعد صدور الأمر 01 – 03 التي حلت محل وكالة L’apsi ، و . و . ت . د . إ .
- محاولة تحليل مناخ الاستثمار في الجزائر بشكل عام ، ومدى ملاءمته في إطار جهود الحكومة في الحرص عليه .
- الرغبة في إثراء جهود الدراسات الجامعية المكتوبة باللغة العربية .
ويمكن تعريف الاستثمار لغة المشتقة من الثمار والنمو ، ويقصد بالاستثمار الوطني المباشر استخدام المال مباشرة للغرض الذي قدم لأجله من قبل الأشخاص الجزائريين ، وهو الزيادة والنمو وفق للأحكام والضوابط القانونية والاقتصادية السارية في الدول المضيفة والتحفيز هو تهيئة الوثوب في اللغة .
وتجدر الإشارة إلى أن أغلب الفقهاء يميلون إلى اعتبار الاستثمار غير المباشر يتم بعملية توظيف الأموال بطريقة غير مباشرة كالقروض من الخارج والمساعدات والتراخيص كالعلامة التجارية ، رغم أنه يساهم في دفع عجلة التنمية ، وخلق قيمة مضافة وإنشاء مناصب شغل وهذا ما يخرج الاستثمار غير المباشر من دائرة بحثنا ، وحتى لا يتسع لأكبر ما هو مطلوب منا .
أما دوافع اختيارنا للموضوع فهي كالآتي :
- موضوع حديث الساعة في بلادنا ، وفي العالم بأسره ، وحلقة تواصل عبر الأجيال .
- الموضوع جدير بالاهتمام ، الذي يخص كل الشرائح الاجتماعية ، وكل القطاعات ، وأن نظهر النقلة النوعية في مجال الاستثمار المباشر بإبراز الجديد فيه .
- ضرورة مواكبة المؤسسات العمومية الاقتصادية لاقتصاد السوق في جو يسوده المنافسة .
- الاستثمار المباشر في الجزائر يجد مكانه ، بما تزخر به الجزائر من خيرات طبيعية وجغرافية وبشرية ، وخلق توازن بين الطلب والعرض في السلع والخدمات .
- النقص عند بعض الدارسين لموضوع الاستثمار من الناحية القانونية .
- بحكم دراستنا العليا وما له من صلة بتخصصنا قانون الأعمال والمقاييس التي درست لنا كقانون الاستثمار ، القانون المصرفي …. إلخ .
- الأهمية التي توليها الدولة في مجال تحفيز الاستثمار .
- النقص في الدراسات القانونية والإدارية ، واقتصارها فقط على الدراسات الاقتصادية والمالية .
وفي هذا الإطار عملت الدولة على إصلاح سياستها الجبائية بمنح إعفاءات وتخفيضات هامة منذ بداية التسعينات نذكر منها المرسوم التشريعي 93 – 12 وكان الهدف منه تشجيع الشركات الوطنية وحتى الأجنبية والحد من المعوقات لكن هذا المرسوم صدر في مناخ غير مستقر على جميع الأصعدة وتم تعديله بالأمر 01/03 المتعلق بتطوير الاستثمار لكي يعطي نجاعة أكثر ، وإحداث الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار كآلية من آليات الاستثمار ، التي حلت محل الوكالة الوطنية لدعم وترقية الاستثمار L’apsi ، وإنشاء وزارة المساهمة وترقية الاستثمار ، وانتقال الدولة من الدعوة إلى الترويج بالمشاركة في الندوات والمؤتمرات الوطنية والدولية .
لذلك نطرح الإشكاليات التالية :
01 – ما هو دور الاستثمارات المباشرة في عملية التنمية ؟.
02 – هل يمكن أن تؤدي هذه التحفيزات إلى تشجيع الاستثمار المباشر ودعم التنمية ؟ .
03 – كيف يمكن للمستثمر تجسيد المشاريع الاستثمارية ؟ .
04 – كيف يمكن للمستثمر الوطني الدخول في المنافسة ؟ .
نطرح الفرضيات التالية:
01 – إن التحفيز الجبائي عامل مهم لاستقطاب الاستثمار المباشر .
02 – إنشاء الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار والشباك الوحيد اللامركزي بالوكالة من شأنهما تقريب المستثمر من الإدارة وتسهيل الإجراءات والقضاء على البيروقراطية.
03 – الأمر 01 – 03 هو الإطار القانوني للتكفل بالاستثمار، وكذلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية الثنائية والمتعددة ، دليل على إرادة الدولة في الانفتاح على الاستثمار .
04 – إن المؤسسات تكون بحاجة إلى رؤوس أموال ضخمة حتى تستطيع تمويل المشاريع .
05 – إن المنافسة تعتبر مبدأ من مبادئ اقتصاد السوق حيث يفرض على المستثمرين التنافس المشروع والشريف منافسة بين العام والخاص ، ومنافسة بين الوطني والأجنبي ، وفق المعايير القانونية والاقتصادية .
أما المنهج المعتمد فهو المنهج الوصفي التحليلي الذي يمكننا من استعراض المفاهيم القانونية والاقتصادية والمالية المتعلقة بالموضوع محل الدراسة ، كما يمكننا من تحليل المعايير المعتمدة في تقييم المشاريع ، كما تم إثرائه بالأشكال والإحصائيات والملاحق للوصول إلى النتائج المبتغاة ، كما اعتمدنا على مختلف الإسهامات ذات الصلة بالموضوع .
تم استخدام أدوات الدراسة القانونية وفقًا للتخصص وهي رئيسية :
01 – جمع عدة مراجع من الكتب والدراسات السابقة والنصوص القانونية والمجلات .
02 – الاتصال الميداني بالمؤسسات الوطنية والولائية المعنية بتحفيزات الاستثمار المباشر
( الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار ، مديرية الضرائب بولاية الأغواط ) .
تحتوي الدراسة على فصلين :
- الفصل الأول : ماهية الاستثمار المباشر .
- الفصل الثاني : نظام منح المزايا .
ولقد أنهيت موضوع بحثي بخاتمة تطرقت فيها لأهم الاقتراحات والحلول .
السبت ديسمبر 27, 2014 5:08 pm من طرف abumohamed
» شركة التوصية بالاسهم -_-
الجمعة فبراير 21, 2014 5:39 pm من طرف Admin
» مكتبة دروس
الإثنين يناير 13, 2014 9:40 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب مصادر الإلتزام لـ علي علي سليمان !
الخميس ديسمبر 19, 2013 8:52 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب الوسيط في شرح القانون المدني لعبد الرزاق السنهوري
السبت نوفمبر 30, 2013 3:58 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب القانون التجاري للدكتورة نادية فضيل
السبت نوفمبر 30, 2013 3:51 pm من طرف Admin
» تحميل كتاب القانون التجاري الجزائري للأستاذ عبد القادر البقيرات
السبت نوفمبر 30, 2013 3:46 pm من طرف Admin
» بحث حول المقاولة التجارية
السبت نوفمبر 23, 2013 8:46 pm من طرف happy girl
» كتاب الدكتور سعيد بوشعير مدخل الى العلوم القانونية ادخل وحمله
الأربعاء نوفمبر 06, 2013 10:49 am من طرف As Pique
» الدفاتر التجارية:
الجمعة أكتوبر 04, 2013 7:37 pm من طرف salouma